هل تُصبح منصات الذكاء الاصطناعي “الصديق الخفي” لأبنائنا.. مخاوف أسرية وتحذيرات أمنية تتصاعد
وسط الانتشار الواسع لمنصات الذكاء الاصطناعي، أعرب عدد من أولياء الأمور عن قلقهم المتزايد من العلاقات الافتراضية التي بات أبناؤهم المراهقون ينسجونها مع تطبيقات الدردشة الذكية، مشيرين إلى أن التفاعل معها بات جزءاً يومياً من حياتهم، سواء في الدراسة أو البحث عن النصيحة أو حتى التسلية.
منصات تعرف عن الأبناء أكثر مما نتصور
بعض الأهالي أفادوا بأنهم صُدموا من مقدار المعرفة التي تمتلكها تلك المنصات حول تفاصيل حياة أبنائهم، بدءاً من اهتماماتهم اليومية وصولاً إلى ميولهم وطريقة تفكيرهم، ما يثير مخاوف حقيقية بشأن الخصوصية وسيطرة هذه التكنولوجيا على عقول النشء.
تحذيرات من متخصصين في الأمن السيبراني
من جهته، شدد عدد من خبراء الأمن الرقمي على ضرورة الحذر عند استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التفاعلية، مؤكدين أنها قد تجمع وتحلل البيانات التي يُدخلها المستخدمون، والتي قد تُستخدم لاحقاً لأغراض تسويقية أو حتى تُخزن في خوادم خارجية دون علم المستخدم.
كيف تتسرب المعلومات دون أن نعلم؟
أوضح المتخصصون أن كثيراً من المستخدمين، خصوصاً صغار السن، يشاركون بياناتهم الشخصية بدون إدراك العواقب، مثل الأسماء أو المدارس أو الأفكار الخاصة، ومع تكرار الاستخدام، تتمكن المنصات من تكوين صورة شبه كاملة عن شخصية الفرد، وهو ما يعرضه لمخاطر على صعيد الخصوصية وحتى الأمن الشخصي.
ما هي الحلول الوقائية؟
بحسب الخبراء، من أهم الخطوات الواجب اتباعها لحماية المعلومات، هي الامتناع عن مشاركة البيانات الحساسة، وتفعيل إعدادات الخصوصية داخل المنصة المستخدمة، مثل إيقاف خاصية مشاركة البيانات لتحسين الخدمة، وكذلك الاطلاع على سجل البيانات المحفوظة لدى المنصة.
الذكاء الاصطناعي لا يخلو من الثغرات
نبه المتخصصون إلى أن هذه الأدوات، رغم دقتها الظاهرة، لا تعتمد دائماً على معلومات موثوقة، فهي تُولّد الردود بناءً على بيانات تدريب قد تحتوي على أخطاء أو تحيزات، مما يفرض على المستخدم التحقق من أي معلومة هامة عبر مصادر موثوقة.
في بيئات العمل… الذكاء الاصطناعي قد يُهدد سرية البيانات
على صعيد الأعمال، حذرت شركات استشارية من استخدام أدوات ذكاء اصطناعي خارج بيئة العمل الرسمية، لكونها قد تُعرض البيانات الحساسة للشركات إلى تسريبات أو انتهاكات لقوانين الخصوصية، ما قد يؤدي إلى تبعات قانونية وتنظيمية خطيرة.
توجيهات للمستخدمين والموظفين
أوصت الشركات بضرورة تدريب الموظفين على الاستخدام الآمن للأدوات الذكية، وتوجيههم نحو حلول داخلية أكثر أماناً، واستخدام أجهزة العمل الرسمية فقط عند التفاعل مع هذه الأنظمة، تجنباً لأي تسرب غير مقصود للمعلومات.