
بعد جراحة في الركبة، مراهق هولندي ينسى لغته الأم ويتحدث الإنجليزية فقط
استيقظ المراهق الهولندي من التخدير العام وهو يتحدث الإنجليزية فقط، رغم أن لغته الأم هي الهولندية، وذلك بعد خضوعه لجراحة روتينية في الركبة بسبب إصابة أثناء لعب كرة القدم.
لاحظ طاقم المستشفى مبكرًا شيئًا غير معتاد: بدلاً من التفاعل باللغة الهولندية كما هو متوقع، كان يواصل التواصل باللغة الإنجليزية التي يدرسها في المدرسة فقط، بينما ظلت الهلوبة والقدرة على التحدث بالعربية غير ظاهرين في البداية. افترضت الممرضات أن الأمر سيتلاشى مع مرور الوقت، لكنه استمر.
جرى توثيق الحالة لاحقًا كإصابة بمتلازمة اللغة الأجنبية، وهي حالة نادرة ينتقل فيها المرضى فجأة إلى التحدث بلغة ثانية كاملة بدلاً من لغتهم الأم، وهي تختلف عن متلازمة اللهجة الأجنبية التي تغير فيها نبرة الكلام لكنها تبقى ضمن لغة واحدة. أجرى طبيب أعصاب فحصًا عصبيًا شاملًا ولم يجد خللاً جسديًا، وبعد 18 ساعة من الجراحة لم يكن المراهق قادرًا على التحدث باللغة الهولندية وفهمها، رغم قدرته على فهمها جزئيًا.
استمر التقييم النفسي حيث بدا المراهق هادئًا ومنتبهًا ومتعاونًا، وأجاب على الأسئلة باللغة الإنجليزية مع لهجة هولندية، ثم بدأ في إعطاء إجابات مختصرة بالعربية الهولندية تدريجيًا وعانى من صعوبة في التحدث بالهولندية في تلك الفترة، ما دفع الفريق الطبي لطلب الاستشارة النفسية. وبعد مرور وقت، لاحت أن له قدرة محدودة للتعبير باللغة الهولندية من خلال الإجابة القصيرة، لكنه كان يعاني في النطق وفهم اللغة.
متلازمة اللغة الأجنبية
شخّص الأطباء الحالة بأنها متلازمة اللغة الأجنبية، وهي حالة ينتقل فيها المريض فجأة إلى التحدث بلغة ثانية بدلاً من لغته الأم، وعلى عكس متلازمة اللهجة الأجنبية التي تغير النطق فقط، فإن المتلازمة تتضمن انتقالًا كاملاً إلى لغة جديدة. أجرى طبيب أعصاب فحصًا عصبيًا دقيقًا فلم يجد خللاً، وبعد مرور 18 ساعة من الجراحة بدأ المراهق يفهم الهولندية مجددًا رغم أنه لم يكن يستطيع التحدث بها، وفي اليوم التالي زار أصدقاؤه المستشفى وعند وصولهم استعاده فجأة قدرته على التحدث والفهم باللغة الهولندية بسلاسة.
خلص الأطباء إلى أن الشفاء كان تلقائيًا وكاملاً، لذا لم تُجرَ اختبارات نفسية عصبيا إضافية، وكان من المفترض أن يغادر المستشفى خلال ثلاثة أيام من الجراحة. تعتبر هذه الحالة من الحالات النادرة جدًا، إذ لم تُسجَّل في الأدبيات الطبية إلا حوالي تسع حالات سابقة، غالبيتها لمرضى ذكور غير ثنائيي اللغة تحولوا إلى لغة تعلموها لاحقًا في الحياة، وليست حالات أطفال بشكل شائع.
أشار الباحثون إلى أن متلازمة اللغة الأجنبية تشبه من حيث النُدرة والتفسير صلةً بالارتباك الوظيفي التي قد تحدث أثناء التعافي من التخدير، لكنها تظل ظاهرة غير مفهومة تمامًا وتُعَدّ أول حالة موثقة رسميًا لدى مراهق بهذا العمر، مع وجود تقارير مشابهة تذكر تحول المرضى تمامًا إلى لغة مختلفة بدل أن يتبنوا لهجة جديدة فقط. تم الإبلاغ عن حالات مشابهة في أطر بحثية أخرى وُثّق فيها أن المرضى يحولون بالكامل إلى لغة تعلموها حديثًا في الحياة، وليس مجرد لهجة صوتية مختلفة.