الخطر الصامت: لماذا يحدث تمدد الأوعية الدموية المفاجئ في الدماغ

تعرف أمهات الدم الدماغية بأنها تمددات ضعيفة في جدار شرايين الدماغ قد تبقى بلا أعراض لسنوات ثم تنفجر وتسبب نزيفاً داخلياً خطيراً وتُعد من الحالات الطبية الخطيرة وتسمى أحياناً الخطر الصامت لأنها قد تظهر فجأة حين التمزق دون إشارات سابقة.

تحدث أمهات الدم عندما يضعف جدار وعاء دموي في الدماغ، فينتفخ الخارج مثل بالون، وغالباً ما تبقى هذه التمددات غير مكتشفة حتى تتمزق وتؤدي إلى نزف داخلي حول الدماغ أو داخله.

ما الذي يسبب ضعف الأوعية الدماغية

لا يوجد سبب واحد فقط، فالجدار قد يضعف بسبب عوامل بنائية وجينية وفسيولوجية متعددة. قد تكون العيوب موجودة منذ الولادة وتزداد مع الزمن تحت الضغط على الشريان، وقد يسهم ارتفاع ضغط الدم المستمر في فشل جزء من الشريان وتفاقم التمدد.

عوامل تزيد من خطر التمدد الدماغي

يظهر التدخين علاقة قوية بتلف بطانة الأوعية الدموية وزيادة خطر تمددها، فالدخان يهيج مكونات جدار الوعاء ويدمر بطانته، والشخص المصاب بتلف بطانة الأوعية الدماغية يكون أكثر عرضة للتمدد.

تتصل الاضطرابات الوراثية بترقق جدر الأوعية مع وجود أمراض النسيج الضام وغيرها، وهذا الارتباط يجعل بعض العائلات أكثر عُرضة للتمدد الدماغي، رغم أن الدراسة الدقيقة لهذه العلاقة لا تزال محدودة.

مع التقدم في العمر تفقد الشرايين مرونتها وتقل قدرتها على الانثناء، فهذه التغيرات تزيد من احتمال تكون تمدد دماغي مع مرور الزمن، وهو ما يفسر ارتفاع معدل التشخيص لدى من هم في أواخر الأربعينيات فما فوق.

أعراض الإنذار المبكر والتمزق

غالباً ما تكون الأعراض غائبة حتى يحدث الانفجار، لكن حين يتمزق تمدد الأوعية فإن الدم ينساب بسرعة إلى أنسجة المخ أو خارجها، فيسبب نزيفاً تحت العنكبوتية ويصاحبها صداع شديد مفاجئ، أحياناً قد يصاحبها قيء وتصلّب الرقبة وتغيّرات في اليقظة أو فقدانها، وتُعد هذه الحالة طارئة وتستدعي دخول المستشفى فوراً لمنع تفاقم التلف الدماغي.

علامات تحذيرية مبكرة

قد يضغط تمدد الدماغ عندما يكبر على الأعصاب المحيطة فيظهر صداعاً متكرراً، وتدلّي جفن عينيه أو ازدواج في الرؤية ووجود شعور غير مريح في الوجه، لذا يجب الانتباه لأي تغيرات حادة في الرؤية أو حركة الوجه.

التشخيص والعلاج

لا تظهر غالبية تمدد الأوعية الدماغية أعراضاً ملحوظة قبل التمزق وتُكتشف غالباً بالصدفة خلال فحوص تصوير لأغراض أخرى، ويعتمد التشخيص على التصوير الطبي العصبي المتقدم مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية مع التباين.

خيارات العلاج

توفر تطورات جراحة الأعصاب ظروفاً أفضل لعلاج تمدد الأوعية الدماغية، وتتنوع الخيارات بين اللفائف الوعائية الداخلية التي تُدخل عبر شريان في الرسغ أو الساق وتُعزل التمدد عن مجرى الدم، بينما يتيح التثبيت الجراحي المجهري وضع مشبك معدني عند قاعدة التمدد لإيقاف تدفق الدم ومنع التمزق، وتُستخدم هذه الأساليب تبعاً لموقع وحجم التمدد وبنية العصبونات وتفضيلات الطبيب المعالج.