اخبار الامارات

5 تحديات تواجه المعلمين عند دمج الطلبة ذوي الهمم

يواجه دمج الطلبة من أصحاب الهمم في الفصول الدراسية خمسة تحديات جوهرية، أبرزها ضعف التنسيق بين المعلم والاختصاصيين، وغياب الأنظمة الرقمية الموحدة لمتابعة تطور الطلاب، والاعتماد على الإجراءات الورقية المعقدة، وغياب المحتوى التعليمي المتنوع الذي يراعي الفروق الفردية، وأخيراً قلة الوقت المتاح لدى المعلم لتطبيق الخطط الفردية بفعالية.

وتشير كلماتهم إلى أن اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يكون بوابة حقيقية لتجاوز هذه التحديات، إذ تسهم في أتمتة المهام التربوية وتحليل احتياجات كل طالب وتقديم توصيات تعليمية فورية، ما يتيح للمعلمين التركيز على دعم الطالب داخل الصف بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.

إدارة التعليم الدامج

قال فادي عبدالخالق، نائب الرئيس والمدير العام لباورسكول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر إطاراً متكاملاً لإدارة التعليم الدامج عبر أدوات مصممة لتخصيص الخطط الفردية وتحديثها لحظياً. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يتيح للمعلمين إعداد خطط تعلم فردية تتماشى مع قدرات كل طالب، مع إمكانية توثيق الملاحظات صوتياً أو كتابياً وتحليل البيانات التعليمية بشكل تلقائي، وهذا يسهّل على المعلم اتخاذ قرارات فورية مدروسة.

وأضاف أن النظام يدعم أيضاً التواصل بين فرق الدعم المختلفة، ويتيح تقارير دقيقة حول التقدم والامتثال التربوي، إلى جانب مزايا وصول تساعد أصحاب الهمم على التفاعل مع المحتوى التعليمي بطريقة تراعي قدراتهم، مثل القراءة الصوتية وتكبير النصوص.

التحدي في التطبيق داخل الصف

ومن جهته، أوضح مؤمن محسن، معلم تربية خاصة، أن التحدي الأكبر لا يتمثل في إعداد الخطط الفردية لأصحاب الهمم، بل في غياب بيئة تنفيذية داعمة داخل الصف المدرسي، مشيراً إلى أن المعلم يجد نفسه وحيداً في مواجهة حالات تحتاج إلى دعم بصري أو سمعي أو سلوكي، دون أن تكون هناك أدوات متاحة، أو محتوى مخصص يراعي هذه الاحتياجات، وتظل الخطة حبراً على ورق، إذا لم تُترجم إلى نشاطات قابلة للتنفيذ.

وأضاف أن معلم التربية الخاصة بحاجة إلى أدوات تعليمية تفاعلية، وأنظمة مرنة، وتدريب عملي مستمر، لأن الدمج لا يمكن أن يتحقق من خلال جهود فردية فقط.

خطة جماعية

من جهته، أكد محمد مطاوع، المدير التنفيذي للشركة القابضة للتعليم، أن المعلمين لا يمكنهم تنفيذ التعليم الدامج بشكل فعّال دون وجود فريق دعم تربوي متكامل داخل المدرسة. وقال: المعلم مطالب بتنفيذ خطة جماعية للصف، وخطة فردية للطالب، ومهام إدارية يومية، وهذا فوق طاقته، لا يمكن أن ننجح في دمج أصحاب الهمم إذا لم نوفر مساعدين ومعالجين متخصصين داخل الصف.

وأضاف: اعتمدنا حلولاً رقمية لتتبع خطط التعليم الفردية، لكنها لا تزال محدودة، ما لم تقترن بتطوير المعلمين لأنفسهم، ودعم لوجستي مستمر. الدمج الناجح يحتاج إلى شراكة بين الأسرة والمدرسة، ومتابعة دقيقة لكل حالة، وهذا يتطلب وقتاً وموارد لا تتوفر دائماً.

غياب البيانات

وبيّن المعلم هادي فاروق أن نقص البيانات المحدثة يمثل أحد أبرز العوائق في تقديم دعم مناسب للطلبة من أصحاب الهمم، وقال: كثير من المعلومات الضرورية مبعثرة أو غير محدثة، ما يصعّب على المعلم تعديل الأنشطة أو تقييم الطالب بشكل دقيق. وجود منصة ذكية تربط بين جميع أفراد الفريق التربوي أمر بالغ الأهمية. وأضاف أن استخدام نظام رقمي يتيح توثيق الخطط ومتابعة التقدم، وربطه بالتحليل الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تنبيه المعلم للتدخل المطلوب، أو في اقتراح تعديل على الخطة بناءً على أداء الطالب.

حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة

وشددت التربوية ليلى أحمد على أهمية دور الأسرة في إنجاح التعليم الدامج، مؤكدة أن التواصل المنتظم بين ولي الأمر والمعلم عامل حاسم في متابعة الخطة التعليمية الفردية. وأوضحت أن بعض أولياء الأمور لا يدركون تفاصيل الخطة أو آلية تنفيذها، ما يضعف أثرها، فحين يتواصل ولي الأمر معنا بانتظام، نستطيع تعديل الأنشطة المنزلية والتقييمات بما يتكامل مع ما يحدث داخل الصف. لكن في حال الغياب أو ضعف التفاعل، يكون الطالب هو المتضرر الأول. وأشارت إلى أن بعض الأنظمة الذكية بدأت تتيح إشراك الأسرة في خطة التعلم عبر تحديثات وتنبيهات فورية، ما يسهم في خلق حلقة دعم متصلة بين البيت والمدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى