
حرارة الصيف داخل المركبات تهدد حياة الأطفال وكبار السن..تحذيرات مشددة من شرطة أبوظبي وخبراء الصحة
مع اشتداد حرارة الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، أطلقت شرطة أبوظبي تحذيراً عاجلاً موجهًا إلى الأسر، تدعو فيه إلى توخي الحذر الشديد وعدم ترك الأطفال داخل المركبات، حتى ولو لفترات قصيرة أثناء التسوق أو لأي سبب آخر، مؤكدة أن مثل هذا الإهمال قد تكون عواقبه قاتلة، ويعرض الوالدين للمساءلة القانونية.
إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، أشار إلى أن المركبات المتوقفة تحت أشعة الشمس يمكن أن تتحول خلال ساعة واحدة فقط إلى “أفران قاتلة”، إذ قد تصل الحرارة داخلها إلى أكثر من 60 درجة مئوية، مما يجعل البقاء فيها خطراً بالغاً على الحياة، لا سيما بالنسبة للأطفال وكبار السن الذين لا يستطيعون التحكم في تنظيم حرارة أجسامهم.
من جهته، أوضح الدكتور يوسف عبود، استشاري ورئيس قسم الطوارئ، أن التعرض للحرارة المرتفعة قد يؤدي إلى سلسلة من المشكلات الصحية، تبدأ من الإنهاك الحراري وتصل إلى ضربة الشمس المهددة للحياة، محذراً من تجاهل الأعراض الأولية التي قد تظهر في صورة دوخة، غثيان، تعرّق مفرط، وتسارع نبضات القلب.
وفي هذا السياق، شددت شرطة أبوظبي على أن ترك الأطفال في المركبات المغلقة قد يعرضهم للاختناق نتيجة العبث بمفاتيح السيارة أو انغلاق الأبواب، فضلاً عن ارتفاع الحرارة الداخلية ونقص الأوكسجين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حوادث مأساوية، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال تعد جريمة يعاقب عليها القانون.
وأشار الجروان إلى أن احتباس الحرارة داخل السيارة ينتج عن دخول الأشعة الشمسية عبر الزجاج الأمامي والنوافذ، دون إمكانية خروج الحرارة، ما يتسبب في ارتفاع سريع ومميت للحرارة، حتى خلال أيام الصيف التي تبدو معتدلة.
أما الدكتور عبود فقد أضاف أن الأعراض الصحية الناتجة عن التعرض المباشر للحرارة تشمل تشنجات عضلية مؤلمة، طفحًا جلديًا، جفافًا شديدًا، وتورمًا مؤقتًا في الأطراف، موضحًا أن الوقاية تبدأ من تجنّب التعرض لأشعة الشمس في فترات الذروة، وارتداء ملابس قطنية خفيفة، والإكثار من شرب الماء، وعدم تجاهل الإشارات التحذيرية للجفاف أو ضربة الشمس.
وفي الختام، وجهت الجهات المعنية رسالة واضحة للمجتمع: لا تترك طفلك في السيارة، حتى ولو لدقائق، فالعواقب قد تكون مأساوية، والحذر في مثل هذه الظروف هو الطريق الوحيد للحفاظ على سلامة الجميع.