
هل القلق يعرضك لخطر النوبة القلبية، ويقدم طبيب قلب نصائح فعالة للوقاية؟
تشعر بقلق يسيطر على يومك بسبب ضغوط الحياة المستمرة في العمل والمنزل، وهذا القلق قد يترك أثرًا في جسدك بشكل يجعل كثيرين يخلطون بين أعراضه وأعراض مشاكل القلب.
يستجيب الجسم للقلق كأنه مواجهة لخطر، وهو ما يتسبب في مجموعة من الأعراض الجسدية مثل ألم أو ضيق في الصدر، وسرعة أو عدم انتظام ضربات القلب، وضيق في التنفّس، أحياناً مع دوار وتعرّق ورعشة وغثيان.
غالباً ما تبلغ أعراض الخوف ذروتها خلال دقائق، وتحدث أثناء الراحة أو في أوقات التوتر العاطفي، وفي العادة يربط البعض ألم القلب بالجهد البدني وقد يتفاقم مع مرور الوقت.
تشير الدكتورة ديفيا فرنانديز إلى أن القلق قد يجعل الجسم يتفاعل كما لو أنه يواجه خطرًا، وهذا يفسر وجود أعراض جسدية تشبه مشاكل القلب عندما يكون القلق حاضرًا.
متى يجب عليك الذهاب إلى قسم الطوارئ
إذا استمر ألم الصدر لأكثر من بضع دقائق، أو انتشر الألم إلى الذراع أو الفك أو الظهر، أو حدث ضيق في التنفس أو إغماء، فهذه علامات تستدعي العناية الطبية الفورية، ولا يجوز تجاهلها.
ويجب على الأشخاص فوق سن الأربعين، أو المصابين بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو المدخنين، أو من لديهم أمراض قلب معروفة، أن يعالجوا هذه الأعراض كأعراض قلبية حتى يتضح العكس.
كيف يؤثر القلق على القلب؟
يسبب القلق ارتفاع هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يزيد معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويؤدي إلى توتر عضلات الصدر وسرعة التنفس لاستعداد الجسم للخطر، وحتى عندما لا يوجد خطر جسدي حقيقي يظل الجسم يتفاعل بقوة.
قد يسبب التنفس السريع انخفاض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، ما يؤدي إلى دوخة وعدم راحة في الصدر وتوتر في العضلات، الأمر الذي يخلق أعراض تشبه مشاكل القلب، وبالنسبة للمصابين بأمراض قلبية قد يؤثر القلق بشكل كبير على صحتهم ويبطئ التعافي.
وجدت دراسات أن اضطرابات القلق ترتبط بزيادة خطر أمراض الشرايين والأحداث القلبية، ما يؤكد ضرورة دعم الصحة النفسية بجانب رعاية القلب في الوقت نفسه.
من جهة أخرى، يشدد العلاج على أن معالجة القلق تحسن جودة الحياة وتدعم نتائج إعادة التأهيل وتقلل من خطر تكرار النوبات القلبية، لذا أصبحت الرعاية الصحية النفسية جزءًا أساسيًا من التعافي القلبي.
ما الذي يساعد في تقليل القلق وحماية القلب؟
يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تنظيم استجابات الجسم وتقليل ارتفاع مستوى هرمونات التوتر، كما أن الأدوية عند وصفها بشكل صحيح تساهم في استقرار المزاج دون زيادة خطر مشاكل القلب.
تؤدي تغييرات نمط الحياة إلى دعم صحة القلب، فالمداومة على التمرين الرياضي واليوجا والتأمل والنوم الكافي وتمارين التنفس تخفّض هرمونات التوتر، وتحسّن تقلبات معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم.
كما أن تجنّب التدخين وتخفيف الكافيين والكحول يلعب دورًا مهمًا في السيطرة على القلق وحماية الأوعية الدموية والقلب.
ماذا تفعل أثناء نوبة القلق؟
تبدأ الخطوة الأولى بالتقييم الطبي لاستبعاد وجود مشاكل قلبية حقيقية، ثم يتركز الاهتمام بعدها على تهدئة الجهاز العصبي.
يساعد التنفس البطيء والمنظم، والطمأنة، وتطبيق تقنيات الاسترخاء في تخفيف الأعراض بسرعة، وتستمر الرعاية على المدى الطويل لتشمل العلاج النفسي والأدوية عند الحاجة، وتدريب إدارة التوتر والمتابعة الدورية، مع التركيز على الدمج بين الصحة النفسية والجسدية لتحقيق أفضل النتائج والوقاية من تكرار الحالة.