
قبل أيام من عام 2026.. كيف يعرض نمط الحياة الحديث الأطفال لمخاطر السكر والكوليسترول
مرض السكري عند الأطفال
يتزايد انتشار مرض السكري بين الأطفال بسبب تغيّر أنماط الحياة وزيادة السمنة وقلة النشاط البدني، مما يجعل الوقاية والتشخيص المبكر أمرين مهمين للحماية من المضاعفات الصحية مثل ارتفاع سكر الدم ومخاطر الكوليسترول على صحة القلب.
يظهر غالباً مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال كحالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، فيفقد الجسم قدرته على إنتاج الأنسولين الضروري لإدخال الجلوكوز إلى الخلايا لإنتاج الطاقة.
نتيجة ذلك، يتراكم السكر في الدم ويعلو مستواه، وهو ما يفرض متابعة طبية مستمرة وعلاجاً يدعم وجود الأنسولين في الجسم للحفاظ على سكر الدم ضمن نطاق آمن.
كما بدأ يظهر في بعض الحالات لدى الأطفال مرض السكري من النوع الثاني، وهو اضطراب أيضي ينتج عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو لا يستطيع استخدامه بفعالية، وهذا يختلف في أصوله وعلاجه عن النوع الأول ويستلزم رعاية مستمرة وتقييماً صحياً دقيقاً.
أعراض مرض السكري عند الأطفال
تظهر العطش الشديد وكثرة التبول وفقدان الوزن المفاجئ مع زيادة الجوع من دلائل السكري عند الأطفال، وهذا يستدعي فحص الدم والتقييم الطبي لحسم التشخيص.
ترافق أعراض أخرى مثل التعب وتقلب المزاج وآلام المعدة والغثيان ورائحة النفس الكريهة والتنفس السريع خصوصاً في حالات الحماض الكيتوني السكري المحتمل، فيتم الانتباه إلى هذه العلامات واللجوء إلى الرعاية الطبية عند حدوثها.
تقدّم الأعراض أيضاً إلى ظهور عدم وضوح الرؤية واحتياجاً متزايداً للراحة، وفي بعض الحالات قد تظهر آلام أو وخز في اليدين أو القدمين مع تقدم المرض.
تشخيص السكري عند الأطفال
يُؤكد التشخيص من خلال اختبارات مثل A1C وقياس الجلوكوز الصائم وتحمل الجلوكوز الفموي، وتُفسَّر النتائج مع الأعراض والتقييم الطبي الشامل.
يختلف النوع الأول عن النوع الثاني في الأسباب والعلاج؛ فالأول يعتمد غالباً على رعاية طويلة الأمد تشمل استخدام الأنسولين مدى الحياة، بينما يعتمد الثاني غالباً على ضبط الوزن والنظام الغذائي وربما أدوية أخرى وفق الحاجة وتحت إشراف طبي.
الكوليسترول عند الأطفال
يشير الكوليسترول إلى مادة دهنية ضرورية لبناء الخلايا وتكوين بعض الهرمونات، لكن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار قد يرفع مخاطر أمراض القلب مع مرور الوقت.
لا يرافق ارتفاع الكوليسترول عادة أعراض فورية، مما يجعل المتابعة الدورية وفحص الدم أمراً مهماً للكشف المبكر والوقاية من المضاعفات.
ما الذي يعنيه وجود كوليسترول مرتفع لدى الطفل؟
يعني وجود كوليسترول مرتفع أن الدهون غير الصحية قد تتراكم في الشرايين وتؤثر في تدفق الدم، وهذا يرفع احتمال حدوث أمراض القلب مبكراً، خاصة أن الأطفال تكون شرايينهم أكثر حساسية لهذه التغيرات، لذا تولّي الوقاية مبكراً أهمية كبيرة.
وتظهر محفزات ارتفاع الدهون عند الأطفال في عادات غذائية تعتمد على الأطعمة الجاهزة والمقلية وقلة الحركة، إضافة إلى وجود عوامل وراثية وأمراض مزمنة واستخدام أدوية قد تؤثر في توازن الدهون.
في بعض الحالات يولد الطفل وهو يحمل عوامل وراثية تجعل تعامل الجسم مع الكوليسترول غير سليم، فتظهر المشكلة منذ الطفولة دون ارتباط بنمط الحياة.
هل هناك علامات يمكن ملاحظتها؟
غالباً لا تظهر علامات مبكرة واضحة، وقد يلاحظ الطبيب تغيرات جلدية أو ترسبات دهنية حول العين أو المفاصل فقط في حالات نادرة، لذلك يوصى بإجراء فحوص دم دورية للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الكولسترول أو القلب.
ما الذي يمكن فعله لتجنب المضاعفات؟
اتباع نمط حياة صحي للطفل يبدأ بتقليل الدهون المشبعة والمتحولة من الأغذية، وتفضيل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات في الوجبات اليومية.
اختر منتجات ألبان قليلة الدسم وتجنّب المشروبات المحلاة والمأكولات عالية السكر، مع تنظيم مواعيد الوجبات وتجنب الإفراط في تناول الطعام في أوقات متأخرة.
زيد من مستوى النشاط البدني من خلال اللعب الرياضي المنتظم أو ممارسة نشاط يومي يساعد على حماية القلب وتحسين الصحة العامة للطفل على المدى الطويل.