منوعات

احذر ربو الصيف..علامات خطرة ومفاهيم خاطئة تكشفها آراء الأطباء

مع بداية ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة في الدولة، حذر عدد من الأطباء من تصاعد حالات الإصابة بنوبات الربو والالتهابات التنفسية، مشيرين إلى أن العيادات الصدرية تشهد ازدحاماً ملحوظاً في مثل هذه الأوقات من العام مقارنة ببقية الفصول.

وأوضح المختصون أن مرض الربو لا يمكن التنبؤ به بسهولة، إذ قد يظن المريض أنه تعافى في فترات هدوء الأعراض، فيمتنع عن مواصلة العلاج، ما يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية بشكل مفاجئ.

كما شددوا على خطأ شائع يتعلق باستخدام بخاخات الربو، إذ يعتقد البعض أنها تُسبب الإدمان عند استعمالها لفترات طويلة، وهو اعتقاد خاطئ تماماً، مؤكدين أن هذه البخاخات آمنة عند استخدامها وفق الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب.

وتُظهر الدراسات الحديثة التي أُجريت داخل الدولة بالتعاون بين مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن معدلات الإصابة بالربو بين البالغين تبلغ 11%، وترتفع إلى 12% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات، و10% بين الفئة العمرية من 13 إلى 14 سنة، وهي نسب تستدعي تعزيز الجهود التوعوية للحد من المضاعفات.

وفي السياق ذاته، بيّنت الدكتورة نسيم الطنيجي، استشارية طب الأسرة، أن الربو هو أحد الأمراض التنفسية المزمنة الناتجة عن التهابات مزمنة في الشعب الهوائية، ما يجعلها شديدة التفاعل مع المحفزات الخارجية، كالغبار أو الفيروسات أو المجهود البدني، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة كالسعال والصفير وضيق التنفس.

وأشارت إلى أن المرض لا يتخذ شكلاً واحداً، بل يشمل أنواعاً مختلفة مثل الربو الناتج عن السمنة، أو المجهود، أو العوامل الوراثية، أو ارتجاع المريء، ما يتطلب فهماً دقيقاً لطبيعة الحالة عند كل مريض.

وشددت على أن إهمال العلاج أو التوقف عنه في فترات استقرار الحالة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لاحقاً، بل وربما يصل إلى مرحلة تستدعي الدخول إلى العناية المركزة، خصوصاً لدى الأطفال الذين يصعب عليهم التعبير عن معاناتهم بدقة.

من جانبه، أوضح الدكتور همام الشققي، استشاري أمراض الرئة، أن مرض الربو لا يمكن الشفاء منه بشكل نهائي، لكن من الممكن السيطرة عليه بفعالية عبر الالتزام بالعلاج وتجنب المحفزات البيئية، مثل عوادم السيارات والغبار والتدخين، والروائح القوية.

كما لفت إلى أن مسببات الربو تتنوع بحسب طبيعة البيئة، إلا أن أبرزها في الإمارات تشمل الحرارة العالية، والرطوبة، والعواصف الرملية، مبيناً أن المرض لا يُعد معدياً لكنه يتأثر بعوامل وراثية وبيئية، ويمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، رغم أن الأطفال ما بين 5 و14 عاماً هم الأكثر عرضة.

وتحدث الدكتور عبدالكريم نصار عن علامات تستوجب التحرك السريع نحو الطوارئ، ومنها ألم في الصدر، وسعال متكرر، وصفير في التنفس، وضيق تنفس شديد، موضحاً أن عدم التحسن رغم استخدام البخاخ أكثر من مرة يشير إلى نوبة خطيرة تستدعي التدخل العاجل.

وأكد أن الدولة وفرت حلولاً متطورة لعلاج الربو، من بينها “الحقن البيولوجية” التي تُعطى تحت الجلد وتساهم في السيطرة على النوبات الشديدة خلال وقت قصير، إلى جانب البخاخات الوقائية والدوائية، والعلاج البيئي لتقليل مسببات الحساسية.

أما من ناحية الأطفال، فقد أكدت الدكتورة ماماتا بوثرا، أخصائية الأطفال وحديثي الولادة، أن الربو لديهم يرتبط غالباً بالعدوى الفيروسية أو التعرض للغبار والدخان، موضحة أن التاريخ العائلي يلعب دوراً محورياً في احتمالية الإصابة.

وأوضحت أن أعراض الربو عند الأطفال قد تتجلى في سعال ليلي أو بعد اللعب، صفير في التنفس، ضيق في الصدر، وهي أعراض تختلف عن الزكام الذي غالباً ما يكون مؤقتاً. كما حذرت من الخلط بين الربو والحساسية، إذ تختلف الأخيرة في كونها لا تُصاحب غالباً بضيق التنفس أو صفير.

وأضافت أن بعض الأطفال قد يتخلصون من أعراض الربو مع التقدم في العمر، في حين تظل الأعراض مستمرة لدى آخرين، بحسب شدة الحالة واستجابة الجسم للعلاج.

وفي السياق المدرسي، شددت بوثرا على أهمية وضع خطة علاجية فردية لكل طفل مصاب بالربو، تتضمن كيفية استخدام البخاخ والأدوية الطارئة، وتدريب المعلمين والمربيات على التعامل مع أي حالة طارئة، لضمان سلامة الطفل وتفادي أي مضاعفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى