
فايننشال تايمز: 120 مليار دولار من الديون خارج ميزانيات عمالقة التكنولوجيا لهذا السبب.
نقلت كبرى شركات التكنولوجيا أكثر من 120 مليار دولار من النفقات المرتبطة بمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خارج ميزانياتها العمومية عبر اعتماد هياكل شركات أغراض خاصة (SPV) ممولة من مستثمري وول ستريت، ما أثار مخاوف من المخاطر المالية المرتبطة باستثماراتها الضخمة في هذا القطاع.
وعلى مدى الـ18 شهراً الماضية أصبح استخدام الشركات ذات الأغراض الخاصة وسيلة شائعة لتوفير رأس المال، فسهولة الحصول على التمويل بفضل التصنيفات الائتمانية العالية لقطاع التقنية دفعت إلى زيادة الاقتراض خارج الميزانية.
مفهوم التمويل خارج الميزانية والشركات ذات الأغراض الخاصة
تشير الأمثلة البارزة إلى أن شركات مثل Meta وX AI وأوراكل وكور ويف استخدمت هياكل SPV لتنظيم تمويلات ضخمة تخص مراكز البيانات وتسهيل التزاماتها المالية تجاه مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ساهمت أوراكل في تنظيم ديون واسعة عبر أطراف ثالثة لتلبية التزاماتها تجاه أوبن إيه آي في مراكز البيانات، وذلك من خلال عقود تشمل استثمارات من جهات مالية متعددة في SPVs تستضيف المشاريع.
قدر بنك مورغان ستانلي الحاجة إلى نحو 1.5 تريليون دولار من التمويل الخارجي لدعم طموحات شركات التكنولوجيا في البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
أمثلة رئيسية وآليات التنظيم
في إحدى الأمثلة، احتفظت Meta بنسبة 20% من شركة بينيي إنفستور، ووفرت ضماناً للقيمة المتبقية للمستثمرين، لتخفيف مخاطر الدين إذا انخفضت قيمة مركز البيانات بنهاية مدة الإيجار.
ومن جهة أخرى، أنشأت شركة كور ويف شركة ذات غرض خاص لتنفيذ عقد بقيمة 11.9 مليار دولار مع OpenAI، إضافة إلى اقتراضها 2.6 مليار دولار لتمويل المشروع.
أما شركة إكس إيه آي، التي يملكها Elon Musk، فاعتمدت هيكلاً مماثلاً لتمويل مشروع قيمته 20 مليار دولار يشمل ديوناً لشراء وحدات معالجة رسوميّة من Nvidia.
التوجهات النقدية وآثارها
وبحلول أوائل عام 2025 جمعت شركات التكنولوجيا نحو 450 مليار دولار من رأس المال الخاص، مع زيادة تقارب 100 مليار دولار في الاقتراض مقارنةً بالعام السابق، وأشار بنك يو بي إس إلى ضخ نحو 125 مليار دولار خلال ذلك العام في ترتيبات تمويل مشاريع بنية تحتية خاصة بالذكاء الاصطناعي.
فعلى الرغم من أن أسواق الائتمان الخاصة تدعم الازدهار المستمر في بناء مراكز البيانات، تبرز مخاطر تتعلق بتضخم تقييمات الأصول وتقلّب السيولة، وهو ما يفرض حذرًا من احتمال حدوث ضغوط مالية في حال تعثر أحد المستأجرين الرئيسيين أو انخفاض الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
تشير التحليلات إلى أن الالتزامات الطويلة الأجل المرتبطة بـOpenAI تمثل كشافة للمخاطر بين قاعدة عملاء محدودة، ما يجعل المقرضين عرضة في حال تعثر أحد المستأجرين الرئيسيين، إضافةً إلى عدم اليقين بشأن توافر الطاقة والتغييرات التنظيمية التي قد تعقّد المشهد الاستثماري.
التفضيلات الراهنة وتوقعات المستقبل
في المقابل، تستمر شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون في تمويل مشاريعها من خلال احتياطيها النقدي والاعتماد على أساليب تمويل تقليدية، مفضّلةً ذلك حتى الآن على استخدام هياكل SPV المعقدة.
وتتجه الأسواق نحو أدوات مالية مدعومة بأصول خاصة بالذكاء الاصطناعي مع توقعات بتطوير أوراق مالية مدعومة بالأصول AI كوسيلة لتمويل أوسع في المستقبل، وهو ما تلاحظه وول ستريت ضمن سعيها إلى آليات أكثر تعقيداً لتنظيم تمويل مراكز البيانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.