
الإمارات تطلق مشروع “ستارجيت” العملاق لقيادة ثورة الذكاء الاصطناعي عالميًا
في حدث تاريخي شهد حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت نخبة من كبرى الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا عن تدشين مشروع “ستارجيت الإمارات”، الذي يُعد نقطة تحول استراتيجية في مسيرة الدولة نحو ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا.
ويُنفذ هذا المشروع الضخم في أبوظبي ضمن المقر الجديد لمجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي، ويهدف إلى بناء أكبر بنية تحتية حوسبية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بطاقة تصل إلى 5 غيغاواط، فيما يُنتظر تشغيل أول تجمع حوسبي بطاقة 200 ميغاواط بحلول عام 2026.
المبادرة جاءت ثمرة شراكة رفيعة المستوى بين شركات مثل جي 42، أوبن إيه آي، أوراكل، نفيديا، سيسكو، ومجموعة سوفت بنك، في حين تتولى “جي 42” مسؤولية التنفيذ، وتشرف كل من “أوبن إيه آي” و”أوراكل” على تشغيل النظام المتطور، بينما تسهم “سيسكو” بتوفير شبكات الأمان المتقدمة، وتُمد “نفيديا” المشروع بأحدث تقنياتها الحوسبية.
ويأتي هذا المشروع ضمن شراكة استراتيجية أطلقتها حكومتا الإمارات والولايات المتحدة لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، ويُتوقع أن يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام الابتكار، خاصة في القطاعات الحيوية كالصحة والطاقة والنقل والتعليم.
وقد حضر فعالية الإطلاق عدد من الشخصيات البارزة، بينهم سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إلى جانب كبار المسؤولين من الجانبين الإماراتي والأميركي.
ومن المرتقب أن يؤدي المشروع إلى تقليل زمن معالجة البيانات، وتوفير خدمات ذكاء اصطناعي متقدمة ذات موثوقية عالية، تساهم في تسريع الاكتشافات العلمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي المستقبلي.
وفي كلمة له، أشار بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42″، إلى أن “ستارجيت الإمارات” يمثل جسرًا جديدًا بين الابتكار والثقة الدولية، موضحًا أن هذه الخطوة تسهم في نقل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى المجتمعات العالمية.
من جهته، أكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، أن المشروع يعكس تحول الرؤية الطموحة إلى واقع، ويضع دولة الإمارات في صدارة الدول التي تبني بنية تحتية عالمية للذكاء الاصطناعي.
أما لاري إليسون، رئيس شركة “أوراكل”، فقد أوضح أن هذا المشروع يجمع بين أقوى المنصات السحابية وأعلى معايير السيادة الرقمية، ليخدم المؤسسات الحكومية والخاصة ويمنحها الوصول إلى أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقال جينسن هوانغ، رئيس شركة “نفيديا”، إن المشروع يدعم الرؤية الجريئة للإمارات، ويُعد نواة لبناء مستقبل تقني متقدم يخدم الأجيال القادمة.
كما وصف ماسايوشي سون، رئيس “سوفت بنك”، الإمارات بأنها أول دولة خارج الولايات المتحدة تتبنى هذا النوع من المشاريع السيادية للذكاء الاصطناعي، في تأكيد جديد على مكانتها العالمية.
واختتم تشاك روبينز، رئيس شركة “سيسكو”، بالإشارة إلى أن البنية التحتية المتكاملة التي توفرها شركته تُمكّن المشروع من تحقيق أهدافه في الابتكار الرقمي العالمي بطريقة آمنة ومستدامة.
ويمتد مجمع الذكاء الاصطناعي الجديد على مساحة 10 أميال مربعة، ما يجعله الأكبر خارج الولايات المتحدة، وسيُشغّل بالطاقة النووية والشمسية والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، مع توفير حديقة علمية مخصصة للابتكار وتطوير الكفاءات البشرية، مما يضع الإمارات في موقع الريادة على خارطة الذكاء الاصطناعي عالميًا.