
هل يتغير شكل الدماغ حين نشعر بالفرح، ويشرح استشارى كيف تتغير كيمياء المخ
ماذا يحدث في الدماغ عند السعادة
تظل بنية الدماغ ثابتة في الشكل عند الشعور بالسعادة، ولكن طريقة عمله وتفاعل الخلايا العصبية فيه تتغير بشكل مؤقّت وتزداد كيمياؤه نشاطاً وتوازناً.
يظهر نشاط محدد في مناطق بعينها داخل الدماغ عند وجود مشاعر إيجابية، وتزداد سرعة تدفّق الدم وتفاعل الإشارات الكهربائية والكيميائية بين الخلايا دون أن يطرأ تغيّر دائم على شكله.
مناطق الفرح داخل الدماغ
القشرة الجبهية الأمامية
تصبح أكثر حيوية وتساعد في تنظيم التفكير والمشاعر، ما يسهّل اتخاذ قرارات إيجابية وتفسير المواقف بنظرة تفاؤلية.
النواة المتكئة
المركز الحيوي لنظام المكافأة العصبي، وتفرز كميات أعلى من الدوبامين بعد إنجاز أو دعم نفسي، ما يمنح الشعور بالرضا والإنجاز.
اللوزة الدماغية
المسؤولة عن معالجة الانفعالات السلبية، وتهدأ استجابتها في لحظات البهجة، فيقل القلق والخوف ويعلو الإحساس بالسكينة.
هذه التغيرات لا تظهر كاختلاف في الشكل، لكنها تُرى في التصوير الوظيفي للدماغ كألوان تعبر عن زيادة تدفّق الدم إلى المناطق النشطة، وهي رموز رقمية لا تمثل ألواناً حقيقية داخل الدماغ.
الكيمياء العصبية للسعادة
يزيد إفراز الدوبامين والسيروتونين والإندورفين خلال لحظات الفرح، وهي مواد تعمل معاً لتهدئة الإشارات العصبية الزائدة وتنشيط مراكز المكافأة، مما يجعل الإنسان أكثر طمأنينة وثقة.
لا تغيّر هذه التفاعلات الشكل الدائم للدماغ، لكنها تعيد رسم شبكات الاتصال بين الخلايا العصبية بشكل مؤقت، ومع التكرار تقوى المسارات وتزداد قدرة الدماغ على التكيّف، وهو ما يُعرف باللدونة العصبية.
عندما يمر الإنسان بفترات ضغط نفسي، ينخفض مستوى الناقلات الكيميائية الإيجابية ويعلو نشاط اللوزة الدماغية، أما مع وجود مشاعر إيجابية فإن الدماغ يعيد توزيع نشاطه بشكل أكثر استقراراً، فيمنح إحساساً بالهدوء الداخلي والاستقرار الانفعالي.