اخبار الامارات

مطالبات بتوحيد تصاريح تظليل الزجاج الأمامي لأصحاب الهمم لحمايتهم من المخالفات والمضاعفات الصحية

يشكو عدد من سائقي المركبات من أصحاب الهمم، ممن يعانون أمراضًا مزمنة في العيون والجلد، من تعرضهم لمخالفات مرورية عند الانتقال بين إمارات الدولة، رغم حصولهم على تصاريح رسمية تسمح بتظليل الزجاج الأمامي لسياراتهم في إماراتهم الأصلية.

هؤلاء السائقون طالبوا باعتماد تصريح اتحادي موحد يُعترف به في كافة أنحاء الدولة، بما يضمن لهم القيادة الآمنة دون التعرض للمخالفات أو للمضاعفات الصحية الناتجة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس.

عدد من المتضررين أوضحوا أنهم حصلوا على تصاريح معتمدة في إمارة دبي، لكنهم يُغرمون فور عبورهم إلى إمارات أخرى لا تعترف بهذه التصاريح، ما يدفعهم إما إلى التنقل في ظروف صحية غير ملائمة أو تغيير مركباتهم لتتناسب مع القوانين المحلية في كل إمارة.

وفي إطار هذه المعاناة، أكد عضوان في المجلس الوطني الاتحادي أن ما يطرحه هؤلاء السائقون يكشف عن خلل تنظيمي بحاجة إلى معالجة عاجلة على المستوى الاتحادي، حيث أبدى العضوان استعدادهما لدراسة إمكانية تقديم سؤال برلماني للجهات المختصة من أجل إيجاد حل عملي وشامل لهذه المشكلة.

ويؤكد متخصصون في طب العيون والجلدية أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يُعدّ خطرًا حقيقيًا على فئات معينة من المرضى، وقد يؤدي إلى أعراض شديدة مثل الصداع، وإغلاق الجفون اللاإرادي، والتهيج البصري، ما ينعكس سلبًا على قدرة السائق على التركيز واتخاذ القرار أثناء القيادة، خصوصًا على الطرق السريعة.

سيف الكعبي، أحد السائقين المتضررين، أشار إلى أنه يحمل تصريحاً رسمياً بنسبة تظليل 30% صادراً عن إمارة دبي، لكنه رغم ذلك يتعرض للغرامات في إمارات أخرى.

وأوضح أنه يعاني من أكزيما مزمنة وحساسية ضوئية، ما يسبب له آلاماً جلدية وضغطاً على العينين، وأدى به الأمر إلى تغيير مركبته تفادياً للغرامات، رغم أن هذا الحل يعرضه يومياً لمضاعفات صحية خطيرة.

كما تحدث إسماعيل البلوشي، أحد أصحاب الهمم الذين يواجهون المشكلة ذاتها، مؤكداً أن حالته الصحية الدقيقة تتطلب الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة، بناءً على تقارير طبية متعددة، إلا أن طلبه لتجديد تصريح التظليل رُفض من قبل إحدى الإمارات، ما اضطره للقيادة دون الحماية اللازمة، معرضًا صحته وسلامة الآخرين للخطر.

بدورهم، شدد أطباء عيون على أن حالات مثل الساد، أو جفاف العين، أو الضمور البقعي تتطلب حماية خاصة من الضوء الساطع، وأن تظليل الزجاج الأمامي في حدود لا تؤثر على الرؤية الليلية يمكن أن يقلل كثيراً من الانزعاج والمضاعفات البصرية.

من جهتها، أكدت الدكتورة منى طحنون، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن استمرار هذا التباين في الاعتراف بتصاريح التظليل لا ينسجم مع التوجهات الاتحادية التي تضع أصحاب الهمم ضمن أولوياتها.

ودعت إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة لتصاريح التظليل تكون مرتبطة إلكترونيًا بكافة إدارات المرور.

أما العضو عدنان الحمادي، فأشار إلى أن هذا الموضوع يستحق الطرح والمناقشة داخل أروقة المجلس، لأنه يمس فئة حساسة من المواطنين تتطلب وضع استثناءات مرورية مدروسة تحميهم من التعرض للمخالفات وتضمن تنقلهم بسلامة وكرامة.

وتبقى مطالب أصحاب الهمم عالقة بين الأنظمة المحلية المختلفة، في انتظار قرار اتحادي يعالج هذه الفجوة التنظيمية، ويؤسس لحلول صحية مرورية تنطلق من اعتبارات إنسانية وعلمية عادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى