اليوم العالمي للسكتة الدماغية: لماذا يصاب الأطفال بها وسبل الوقاية؟
يحتفل العالم في 29 أكتوبر باليوم العالمي للتوعية بمخاطر السكتة الدماغية، وفي هذا التقرير نعيد تسليط الضوء على أسباب تزايد الحالات بين الأطفال والطرق التي يمكن من خلالها حماية الأطفال من هذه الحالة الخطيرة.
أسباب السكتة الدماغية لدى الأطفال
تشير المعلومات الطبية إلى أن السكتة الدماغية عند الأطفال غالبًا ما تكون نتيجة اضطرابات وراثية أو التهابات أو إصابات في الرأس أو أمراض قلبية، وهي أسباب قد تؤدي إلى تضرر الدماغ إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا.
تحدث السكتة عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ نتيجة تضيق الأوعية الدمويّة أو وجود جلطة، ويمكن أن تكون السكتة الدماغية إقفارية أو نتيجة تمزق في وعاء دموي.
أشكال السكتة الدماغية لدى الأطفال
قد تصيب السكتة الدماغية الأطفال منذ الولادة أو قبل 28 يومًا من الولادة، كما يمكن أن تحدث خلال مرحلة الطفولة من سن 28 يومًا وحتى قبل بلوغ 18 عامًا.
ما الذي يسبب السكتة الدماغية عند الأطفال؟
يتعامل الأطباء مع الأسباب على أنها مختلفة عن تلك المرتبطة بالبالغين، فغالبًا ما تكون عوامل مثل نقص الأكسجين أثناء الولادة وعيب خلقي في القلب عاملين رئيسيين، إضافة إلى اضطرابات الدم مثل فقر الدم المنجلي واضطرابات التخثر والاضطرابات الوراثية، كما يمكن أن تكون عدوى مثل التهاب السحايا أو جدري الماء، أو الجفاف، أو مشاكل صحية أثناء الحمل مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم لدى الأم سببًا للسكتة.
كما تلعب الحالات التي تتعلق بتضخم أو ضعف جدار شريان ما دورًا في السكتات النزفية عند بعض الأطفال، وقد تحدث نتيجة إصابة في الرأس أو وجود تشوهات في الأوعية الدمويّة.
علامات وأعراض السكتة الدماغية لدى الأطفال
تظهر علامات السكتة الدماغية لدى الأطفال بصورة مفاجئة وتتشابه مع علامات البالغين، لكنها قد تكون صعبة التشخيص لأن الأطفال قد يعجزون عن التعبير عن أعراضهم أو قد تكون الأعراض غير محددة مثل صداع مفاجئ أو تغير في السلوك. وتشمل الأعراض ضعفًا أو تنميلًا أو شللًا في جانب واحد من الجسم، صعوبة في الكلام أو فهم الآخرين، تغيرات في الرؤية، ودوخة أو فقدان توازن وتنسيق.
أما الأعراض الأقل شيوعًا فقد تكون صداعًا مع قيء وخمول وتغيرات مفاجئة في السلوك. لدى حديثي الولادة والرضع قد يظهر الخمول وضعف التغذية وانخفاض حركة أحد جانبي الجسم.
اكتشاف السكتة الدماغية – BEFAST
للتعرف بسرعة على علامات السكتة الدماغية فإن الأسلوب السريع BEFAST يساعد على التذكر: التوازن Balance صعوبة مفاجئة باستمرار التوازن أو دوار، وتغيرات في البصر Eyesight changes انخفاض مفاجئ في الرؤية في عين أو كلتين، وتدلّي الوجه Face drooping قد يبدو جانب من الوجه غير متوازن أو مخدوش، وضع الذراع Arm weakness ضعف أو فقدان القدرة على رفع ذراع واحدة، وصعوبة في الكلام Speech difficulty قد يصبح الكلام غير واضح أو متلعثم، ووقت التصرف Time to act عند ملاحظة أي علامة من هذه العلامات يجب التوجه فورًا لخدمات الطوارئ لأن الزمن يلعب دورًا حاسمًا في تقليل الضرر وتحسين فرص الشفاء.
الوقاية من السكتات الدماغية عند الأطفال
بشكل عام، لا توجد طريقة مؤكَّدة للوقاية من السكتة الدماغية الأولى عند الأطفال في جميع الحالات، وإنما يعتمد الوقاية على تحديد السبب الكامن وعلاجه قبل حدوث السكتة، مثل إجراء جراحة لعلاج عيوب القلب الخلقية والمتابعة مع طبيب أعصاب أطفال. كما يساعد الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل غذاءً متوازنًا يقل فيه الدهون المشبعة والملح، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة الرياضة بانتظام مع فترات للهواء الطلق، ونوم منتظم، على دعم صحة الدماغ. كما أن ارتداء الخوذات لحماية الرأس أثناء الرياضات عالية السرعة أمرٌ مهم للوقاية من الإصابات التي قد تكون سببًا للسكتة أو نزيف الدماغ في بعض الحالات.